كفكف دموعك ليس ينفعك لـ إبراهيم طوقان

كَفْكِفْ دموعَكَ ليس ينـ
ـفَعُكَ البكاءُ ولا العويل

وانهضْ ولا تشكُ الزما
نَ فما شكا إلاَّ الكسول

واسلكُ بهمَّتِكَ السَّبيـ
ـلَ ولا تقلْ كيف السَّبيلُ

ما ضَلَّ ذو أملٍ سَعى
يومًا وحكمتهُ الدَّليلُ

كلاَّ ولا خاب امرؤٌ
يومًا ومقصْدهُ نبيلُ

أْفنَيْتَ يا مسكيُن عُمـ
ـرَكَ بالتَّاوُّهِ والحزَنْ

وقعدتَ مكتوفَ اليديْـ
ـن تقولُ حاربني الزَّمنْ

ما لمْ تقمْ بالعبئِ أنـ
ـتَ فَمَنْ يقوم به إذن

كم قلتَ أمراض البلا
د وأنتَ من أمراضها

والشؤم علتها فهل
فتشت عن أعراضها

يا مَنْ حملْتتَ الفأْسَ تهـ
ـدِمها على أنْقاضِها

أُقعدْ فما أنتَ الذي
يَسْعى إلى إنهاضها

وانظرْ بعينيْك الذئا
ب تعُبُّ في أحواضها

وطنٌ يُباعُ ويُشترى
وتصيحُ فليحيَ الوطنْ

لو كنتَ تبغي خيْرَهُ
لبذلتَ من دمِك الثمنْ

ولقمتَ تضْمِدُ جرحهُ
لو كنتَ من أهلِ الفطنْ

أضحى التشاؤُمُ في حديـ
ـثك بالغريزَةِ والسَّليقهْ

مِثل الغرابِ نَعى الدّياَ
ر وأسْمَعَ الدّنيا نعيقَهْ

تِلكَ الحقيقةُ والمريضُ
القلبِ تجرُحهُ الحقيقةْ

أملٌ يلوحُ بريقهُ
فَاستَهْدِ يا هذا بَريقَهْ

ما ضاقَ عيشك لو سعيـ
ـت له ولوْ لمْ تشْكُ ضِيقَهْ

لكِنْ تَوَهَّمْتَ السَّقا
م فأسقمَ الوهْمُ البدنْ

وظننْتَ أنَّكَ قَدْ وَهَنـ
ـت فَدَبَّ في العظم الوهنْ

اللهَ ثم أللهَ ما أْحـ
ـلى التَّضاُمنَ و الوفاقا

بوركْتَ مَؤتْمرًا تأَّلـ
ـلف لا نزاعَ ولا شقاقا

كْم مِنْ فؤادٍ راقَ فيـ
ـه ولم يكنْ مِنْ قبلُ راقا

اليومَ يشربُ موطني
كأسَ الهناءِ لكمْ دهاقا

لا تعبأوا بمشاغبيـ
ـن ترون أوْجههَم صِفاقًا

لا بُدَّ من فِئةٍ أُجِل
لكُمُ تَلَذُّ لها الفِتَنْ

تلك النفوسُ مِنَ الُّطفو
لة أُرْضعَتْ ذاكَ اللَّبنْ

نَشأت على حُبِّ الخِصا
م وبات يَرعْاها الضَّغَنْ

لا تَحْفِلوا بالمرْجفيـ
ـن فإنَّ مَطْيَهمْ حقيرُ

حُبُّ الظهورِ على ظهو
ر الناسِ مَنْشَأُه الغرورُ

ما لمْ يكنْ فَضْلٌ يَزيـ
ـنك فالظُّورُ هو الفجورُ

سيروا بعيْن اللهِ أنتمْ
ذلكَ الأّملُ الكبيرُ

سيروا فقدْ صَفَت الصُّدورُ
تباركَتْ تلكَ الصُّدورُ

سيروا فَسُنَّتكُمْ لخْيـ
ـر بلادكُمْ خَيْرُ السُّنَنْ

شدُّوا المودَّة والتآَ
لف والتَّفاؤُلَ في قَرَنْ

لا خوْفَ إنْ قامَ البِنا
ء على الفضيلةِ وارتكنْ

حيَّ الشبابَ وقُلْ سلا
ما إنَّكُمْ أَملُ الغَدِ

صَحَّتْ عزائمكُمْ على
دْفعِ الأَثيمِ المعْتدي

واللهُ مَدَّ لكُمْ يدًا
تَعْلو على أقوى يدِ

وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا
ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي

لا بُدَّ مِن ثَمرٍ لهُ
يُوْمًا وإنْ لمْ يَعْقِدِ

ريْحانُهُ العِلمُ الصَّحيـ
ـح وروُحهُ الخلْقُ الحسنْ

وطَني وإنَّ القَلْبَ يا
وَطني بِحبَّكَ مُرْتَهَنْ

لا يَطمَئِنَّ فَإنْ ظَفِرْ
ت بما يُريدُ لكَ اطمأنْ

إرسال تعليق

0 تعليقات