في غَيرِ شَأنِكَ بُكرَتي وَأَصيلي
وَسِوى سَبيلِكَ في السُلُوِّ سَبيلي
بَخِلَت جُفونُكَ أَن تَكونَ مُساعِدي
وَعَلِمتَ ما كَلَفي فَكُنتَ عَذولي
جارَ الهَوى لَمّا اِستَخَفَّ صَبابَتي
لِخَلِيِّ ما تَحتَ الضُلوعِ مَلولِ
سَفَرَت كَما سَفَرَ الرَبيعُ الطَلقُ عَن
وَردٍ يُرَقرِقُهُ الضُحى مَصقولِ
وَتَبَسَّمَت عَن لُؤلُؤٍ في رَصفِهِ
بَرَدٌ يَرُدُّ حُشاخَةَ المَتبولِ
خَلَفَتكُمُ الأَنواءُ في أَوطانِكُم
فَسَقَت صَوادي أَربُعٍ وَطُلولِ
وَإِذا السَحابُ تَرَجَّحَت هَضَباتُهُ
فَعَلى مَحَلٍّ بِالعَقيقِ مَحيلِ
حَتّى تُبَلَّ مَنازِلٌ لَو أَهلُها
كَثَبٌ لَرُحتُ عَلى جَوىً مَبلولِ
بَل ما أَوَدُّ بِأَنَّني أَفرَقتُ مِن
وَجدي وَلا أَنّي بَرَدتُ غَليلي
وَأَعُدُّ بُرئي مِن هَواكِ رَزِيَّةً
وَالبُرءُ أَكبَرُ حاجَةِ المَخبولِ
ما لِلمَكارِمِ لا تُريدُ سُوى أَبي
يَعقوبَ إِسحاقَ بنِ إِسماعيلِ
وَإِلى أَبي سَهلِ اِبنِ نَيبُختَ اِنتَهى
ما كانَ مِن غُرَرٍ لَها وَهُجولِ
نَسَبٌ كَما اِطَّرَدَت كُعوبُ مُثَقَّفٍ
لَدنٍ يَزيدُكَ بَسطَةً في الطولِ
يُفضي إِلى بيبِ بنِ جُؤذَرَّ الَّذي
شَهَرَ الشَجاعَةَ بَعدَ طولِ خُمولِ
أَعقابُ أَملاكٍ لَهُم عاداتُها
مِن كُلِّ نَيلٍ مِشلَ مَدِّ النيلِ
الوارِثونَ مِنَ السَريرِ سَراتَهُ
عَن كُلِّ رَبِّ تَحِيَّةٍ مَأمولِ
وَالضارِبونَ بِسُهمَةٍ مَعروفَةٍ
في التاجِ ذي الشُرُفاتِ وَالإِكليلِ
إِنَّ العَواصِمَ قَد عُصِمنَ بِأَبيَضٍ
ماضٍ كَحَدِّ الأَبيَضِ المَصقولِ
أَعطى الضَعيفَ مِنَ القَوِيِّ وَرَدَّ مِن
نَفسِ الوَحيدِ وَمُنَّةِ المَخذولِ
عَزَّ الذَليلُ وَقَد رَآكَ تَشُدُّ مِن
وَطءٍ عَلى عُنُقِ العَزيزِ ثَقيلِ
وَرَحَضتَ قِنَّسرينَ حَتّى أُنقِيَت
جَنَباتُها مِن ذَلِكَ البِرطيلِ
رَعَتِ الرَعِيَّةُ مَرتَعًا بِكَ حابِسًا
وَثَنَت بِظِلٍّ مِن ذَراكَ ظَليلِ
أَعطَيتَها حُكمَ السَبِيِّ وَزِدتَها
في الرِفدِ إِذ زادَتكَ في التَأميلِ
وَكَعَمتَ شِدقَ الآكِلِ الذَأبِ الشَبا
حَتّى حَمَيتَ جُزارَةَ المَأكولِ
أَحكَمتَ ما دَبَّرتَ بِالتَبعيدِ وَال
تَقريبِ وَالتَصعيبِ وَالتَسهيلِ
لَولا التَبايُنَ في الطَبائِعِ لَم يَقُم
بُنيانُ هَذا العالَمِ المَجهولِ
قَولٌ يُتَرجِمُهُ الفَعالُ وَإِنَّما
يُتَفَهَّمُ التَنزيلُ بِالتَأويلِ
ماذا نَقولُ وَقَد جَمَعتَ شَتاتَنا
وَأَتَيتَنا بِالعَدلِ وَالتَعديلِ
0 تعليقات