لله حمد دائم الولي (التبري من معرة المعري) لـ جلال الدين السيوطي

لله حمدٌ دائمُ الولِيِّ
ثم صلاتُه على النبيِّ

قد نقلَ الثِّقَاتُ عن أبي العَلا
لمَّا أتى للمُرتضى ودخلا

قال له شخصٌ به قد عثَرَا:
مَن ذلك الكَلبُ الذي ما أبصَرا؟

فقال في جوابِه قولًا جَلِي
معبّرا لذلكَ المُجَهَّلِ:

الكلبُ مَن لم يدر مِن أسمائهِ
سبعين مُومِيًا إلى عَلائهِ

وقدْ تتبعتُ دواوينَ اللغةْ
لعلنيْ أجمعُ مِن ذا مَبلَغَه

فجئتُ منها عَددًا كثيرا
وأَرْتجِي فيما بقِيْ تيسيرا

وقد نظمتُ ذاكَ في هذا الرجزْ
ليستفيدَها الذي عنها عجَزْ

فسمِّهِ -هُديتَ- بـ (التبرِّي
-يا صاحِ- مِن مَعرَّة المعرِّي
)

***
مِن ذلك: الباقعُ، ثم الوَازعُ
والكَلْبُ، والأبْقعُ، ثم الزَّارِعُ

والخَيطلُ، السَّخامُ، ثم الأسدُ
والعُرْبُجُ، العَجوزُ، ثم الأَعْقَدُ

والأعنقُ، الدِّرْبَاسُ، والعَمَلَّسُ
والقُطْرُبُ، الفرْنيُّ، ثم الفَلْحَسُ

والثَّغِمُ، الطَّلْقُ، مع العَوَّاءِ
بالمدِّ والقصْرِ على اسْتواءِ

وعُدَّ مِن أسْمائِهِ: البَصيرُ
وفيهِ لغزٌ قاله خَبِيرُ

والعُرْب قد سمَّوه قِدْمَا في النَّفِيرْ
داعيْ الضميرِ، ثم هانيءُ الضميرْ

وهكذا سموه: داعيَ الكرَمْ
مشيدَ الذِّكْرِ، متمِّمَ النِّعَمْ

وثمثمٌ، وكالِبٌ، وهبْلَعٌ
ومُنْذرٌ، وهِجْرعٌ، وهَجْرعُ

ثم كُسَيْبٌ، علَمُ المذكّرِ
منه مِن الهمزةِ واللام عَرِي

والقَلَطِيُّ، والسَّلُوقيْ نسبه
كذلك الصينيْ بذاك أشبَه

والمُستطيرُ هائجُ الكِلَابِ
كذا رواهُ صاحبُ (العُبَابِ)

***
والدرْصُ والجرْوُ مُثلَّثُ الفا
لولدِ الكلب أَسامٍ تُلفَى

والسمعُ فيما قالَه الصُّوليُّ
وهْو أبو خالدٍ المَكْنيُّ

ونقلوا: الرّهْدونَ للكلابِ
وكلبةٌ قيل لها: كَسَابِ

مثل: قَطَامِ علَمًا مَبنيا
وكسْبةٌ كذاك نقْلا رُوِيا

وخذ لها: العَوْلَقَ، والمعاوية
ولعْوةٌ، وكنْ لذاك رَاويَةْ

وولدُ الكلبِ مِن الذيبةِ سَمْ:
عسْبورةً، وإن تزل حالَمْ تُلَم

وألحقوا بذلك: الخَيْهَفْعَى
وإن تُمدَّ فهْو جاءَ سَمْعا

وولدُ الكِلابِ مِن ذيبٍ سُمِي
أو ثعلبٍ فيما رَوَوْا بالدَّيسم

ثم كلابُ الماء بالهرَاكلةْ
تُدعَى، وقِسْ فردا على ما شاكلَه

كذاك كلبُ الماء يُدعى: القنْدسَا
فيما له ابنُ دِحيةٍ قد ائتسَى

وكلبةُ الماءِ هيَ: القُضاعةْ
جميع ذاك أثبتُوا سمَاعَه

وعدَّدُوا مِن جنسِه ابنَ آوَى
ومِن سُماهُ دألٌ قد ساوَى

ودئلٌ، ودؤلٌ، والذألانْ
وافتحْ وضُمَّ معجمًا للذأْلانْ

كذلك العلَّوْضُ، ثم النَّوْفَلُ
واللعْوَضُ، السرْحُوبُ فيما نقَلُوا

والوعُّ، والعلَّوْشُ، ثم الوعْوعُ
والشغْبرُ، الوأواءُ فيما يُسمعُ

***
هذا الذي مِن كُتُبٍ جمَعْتُه
وما بدا مِنْ بعْدِ ذا ألحقتُه

والحمدُ لله هنا تمَامُ
ثم على نبيِّه السَّلامُ

إرسال تعليق

0 تعليقات