الغابة لـ محمود درويش

لا أسمعُ صوتي في الغابة، حتى لو
خَلَتِ الغابةُ من جوع الوحشِ...
وعاد الجيش المهزومُ أو الظافرُ، لا فرق،
على أشلاء الموتى المجهولين إلى الثكَنات
أو العرشِ
ولا أسمع صوتي في الغابة، حتى لو
حملته الريحُ إليَّ، وقال لي:
هذا صوتُكَ ... لا أَسمعُهُ

لا أسمع صوتي في الغابة، حتى لو
وقف الذئب على قدمين وصفَّق لي:
إني أسمع صوتك، فلتَأْمُرْني!
فأقول: الغابةُ ليست في الغابة
يا أَبتي الذئبَ ويا ابني!
لا أَسمع صوتي إلاّ إنْ
خَلَتِ الغابةُ مني
وخلوتُ أنا من صمت الغابة!

إرسال تعليق

0 تعليقات