لأن الطريق إليك احتضار
فأنت هو الموت والانتصار
ولابد لي من خطاب أخير
ولو أن ما ساقول الدمار
فيا أيها المستبد الموشي
بأوسمة العدل أين الفرار
تجرّد من الزيف حتى أراك
فقد طال بي يا حبيبي انتظار
رسمتك من هم قلب محب
صباحا له في القلوب انتشار
وما كنت أعرف أنك ليل
طويل وما لدجاه انحسار
ولما سمعت الحقيقه تبكي
أصاب جدار يقيني انهيار
قرعت بقبضة قلبي الوفي
على باب صدرك والهم نار
فلم تفتح الباب إلا لشكٍ
وكيف تعمر بالشك دار؟
فقلتُ: الرحيل وهيأت نفسي
لأن السكوت على الضيم عار
وحين مددت يدي بارتجاف
ودار بصمت الوداع الحوار
عرفت بأني سأجني عليك
فليس لليلك بعدي نهار
إلى أين؟ضج السؤال وناحت
طيور وفائي وضاع القرار
إلى أين؟ تسألني يا حبيبي
أم ان السؤال الذليل اعتذار
نعم سوق أبقى فعد مستبدا
فما عاد لي في هواك اختيار
سأصنع من ضحكاتي قناعا
وأزعم أن النفوس كبار
وأعلم أن رحيلي خلاص
وأن بقائي لديك انكسار
ولكنني اخترت دربي اليك
ودربي إليك حبيبي انحدار
ومابي اشتياق لأرجع حُرا
لأن التحرر منك انتحار
0 تعليقات