طربت وهاجتك الظباء السوارح لـ عنترة بن شداد

طَرِبتَ وَهاجَتكَ الظِباءُ السَوارِحُ
غَداةَ غَدَت مِنها سَنيحٌ وَبارِحُ

تَغالَت بِيَ الأَشواقُ حَتّى كَأَنَّم
بِزَندَينِ في جَوفي مِنَ الوَجدِ قادِحُ

وَقَد كُنتَ تُخفي حُبَّ سَمراءَ حِقبَةَ
فَبُح لِانَ مِنها بِالَّذي أَنتَ بائِحُ

لَعَمري لَقَد أَعذَرتُ لَو تَعذِرينَني
وَخَشِّنتِ صَدرًا غَيبُهُ لَكَ ناصِحُ

أَعاذِلَ كَم مِن يَومِ حَربٍ شَهِدتُهُ
لَهُ مَنظَرٌ بادي النَواجِذِ كالِحُ

فَلَم أَرَ حَيًّا صابَروا مِثلَ صَبرِن
وَلا كافَحوا مِثلَ الَّذينَ نُكافِحُ

إِذا شِئتُ لاقاني كَميٌّ مُدَجَّجٌ
عَلى أَعوَجِيٍّ بِالطِعانِ مُسامِحُ

نُزاحِفُ زَحفًا أَو نُلاقي كَتيبَةً
تُطاعِنُنا أَو يَذعَرُ السَرحَ صائِحُ

فَلَمّا اِلتَقَينا بِالجِفارِ تَصَعصَعو
وَرُدَّت عَلى أَعقابِهِنَّ المَسالِحُ

وَسارَت رِجالٌ نَحوَ أُخرَى عَليهُمُ ال
حَديدُ كَما تَمشي الجِمالُ الدَوالِحُ

إِذا ما مَشَوا في السابِغاتِ حَسِبتَهُم
سُيولًا وَقَد جاشَت بِهِنَّ الأَباطِحُ

فَأَشرَعتُ راياتٍ وَتَحتَ ظِلالِه
مِنَ القَومِ أَبناءُ الحُروبِ المَراجِحُ

وَدُرنا كَما دارَت عَلى قَطبِها الرُحى
وَدارَت عَلى هامِ الرِجالِ الصَفائِحُ

بِهاجِرَةٍ حَتّى تَغيَّبَ نورُه
وَأَقبَلَ لَيلٌ يَقبَضُ الطَرفَ سائِحُ

تَداعى بَنو عَبسٍ بِكُلِّ مُهَنَّدٍ
حُسامٍ يُزيلُ الهامَ وَالصَفُّ جانِحُ

وَكُلَّ رُدَينِيٍّ كَأَنَّ سِنانَهُ
شِهابٌ بَدا في ظُلمَةِ اللَيلُ واضِحُ

فَخَلّوا لَنا عوذَ النِساءِ وَجَبِّبو
عَبابيدَ مِنهُم مُستَقيمٌ وَجامِحُ

وَكُلَّ كَعابٍ خَذلَةِ الساقِ فَخمَةٍ
لَها مَنصِبٌ في آلِ ضَبَّةَ طامِحُ

تَرَكنا ضِرارًا بَينَ عانٍ مُكَبَّلٍ
وَبَينَ قَتيلٍ غابَ عَنهُ النَوائِحُ

وَعَمروًا وَحَبّانًا تَرَكنا بِقَفرَةٍ
تَعودُهُما فيها الضِباعُ الكَوالِحُ

يُجَرِّرنَ هامًا فَلَقَتها رِماحُن
تَزَيَّلُ مِنهُنَّ اللِحى وَالمَسائِحُ

إرسال تعليق

0 تعليقات