يا منية النفس ما نفسي بناجيةٍ
وقد عصفْتِ بها نأْيًا وهجرانا
أضنيْتِ أسوان ما ترقى مدامعه
وهجْتِ فوق حشايا السهد حيرانا
يبيت يودع سمع الليل عاطفة
ضاق النهار بها ستْرًا وكتمانا
هل تذكرين بشط النيل مجلسنا
نشكو هوانا فنفنى في شكاوانا
تنساب في همسات الماء أنّتُنا
وتستثير شجون النهر نجوانا
وحولنا الليل، يطوي في غلائله
وتحت أعطافه نشوى ونشوانا
لم يشهد الرافد الفضيُّ قبلهما
إلفيْن ذابا تباريحًا وأشجانا
نكاد من بهجة اللقيا ونشوتها
نرى الدُّنا أيْكةً، والدهر بستانا
ونحسبُ الكون عُشَّ اثنين يجمعنا
والماء صهباءَ، والأنسام ألحانا
لم نعتنق والهوى يغري جوانحَنا
وكم تعانق روحانا وقلبانا
نُغضي حياءً، ونُغضي عفّةًَ وتُقىً،
إن الحياء سياجُ الحبِّ مذ كانا
ثم انثنيْنا، ومازال الغليل لظًى
والوجدُ محتدمًا، والشوقُ ظمآنا
0 تعليقات