إلا الرغيف فإنه عود الثقاب (إلا الرغيف) لـ عبد القوي الأعلامي

إلا الرغيف فإنه عودُ الثقابْ
إن غابَ تشتعلُ الحرائقُ فى الصوابْ

الجوعُ لا يخشى المخاوف بلْ وَلا
بطشَ المدافع والأسنةِ والحرابْ

الجوع أَشْأَمُ من عقيدةِ كافرٍ
يأبى النذيرَ ولا يبالى بالعقابْ

عن كل شئٍ يمكنُ الإغضاءَ لكن
ما إن توارى الخبزُ لا شئ يهابُ

كُرهًا جرى الإِحلالُ فى وزنٍ وفى
سعرٍ وكم بِتْنَا ليالينا غِضَابْ

كُرهًا وقفنا فى طوابيرٍ كما
يُصْطَفُّ أسرى الحربِ فى قيد اكتئابْ

أفلاذُنَا ألفُوا مصارعةَ الطّوى
لكنْ ليومِ الفصلِ نَدّخر الجوابْ

إلا الرغيف وإن رضينا سوءَهُ
حين استعاذت من تناوله الدواب

لا تحسبوا الصبر الجميلَ لكادحٍ
مهما يلاقى من عَناءٍ أو عذابْ

والعيشَ فى رَغَدٍ يظلّ على المدى
حقٌ تلوذ به الضباعُ مع الذئابْ

لا...أَلْفَُلا إن البطونَ إذا خوت
تغدو كطوفان يطيح بكل بابْ

لا تحسبوا صمتَ الشعوبِ بلا مدى
والوعىُ والإدراكُ أمسى فى غيابْ

الكيلُ أوشك أن يفيضَ فحاذروا
أهلَ النهى كى لا يكون لكم عتاب

فالصبر يزأر فى الصدور كضيغم
بين الشباكِ يحثُّه ظفرً وناب

من واقع التاريخ جئتُ محذّرا
إلا الرغيف فإنه عودُ الثقاب

إرسال تعليق

0 تعليقات