دعني أكابد لوعتي وأعاني
أين الطليق من الأسير العاني
آليت لا أدع الملام يغرني
من بعد ما أخذ الغرام عناني
أولي تروض العاذلات وقد رأت
روضات حسن في خدود حسان
ولدى يلتمس السلو ولم أزل
حي الصبابة ميت السلوان
يا برق إن تجف الصقيل فطالما
أغنته عنك سحائب الأجفان
هيهات إن أنسى رباك ووقفة
فيها أغير بها على الغيران
ومهفهف ساجي اللحاظ حفظته
فأضاعني وأطعته فعصاني
يصمي قلوب العاشقين بمقلة
طرف السنان وطرفها سبيان
خنث الدلال بشعره وبثغره
يوم الوداع أضلني وهداني
ما قام معتدلا يهز قوامه
إلا وبانت خجلة في البان
يا أهل نعمانٍ إلى وجناتكم
تعزى الشقائق لا إلى النعمان
ما يفعل المران من يد قلّب
في القلب فعل مرارة الهجران
ويح اللئام لقد رأوا أعراضهم
عرضا فباعوها بلا أثمان
يا حاسدي إن كان فضلي ضائعا
فيهم فقد عرف الزمان مكاني
أتيهم بالمدح وهو منخل
فأعود حين أعود بالحرمانِ
وأقول أعواني فإن أملتهم
لندى رأيت الحرب جد عوان
الفقر أمرضني وإن قناعتي
عن أن أطب بجودهم تنهاني
مازلت في بحرانه واليوم لي
بيديك يا ابن محمد بحرانِ
إن رمت سقيا الحظ عندك رويا
ظمأى وإن رمت الشفا شفياني
لله من يحيى يد نفاعة
نفاحة يحيى بها الثقلان
معروفة بالعارفات فدهرها
في بسط مكرمة وقبض عنانِ
ملك مردى بالفخار معدل
رطب الغرار مردد الإحسان
وهاب ما ملكت يداه من اللهى
شباب نار الحرب والضيفان
يعفو عن الجاني ويدني بالندى
أبدا قطوف سماحه للجاني
آل الوحيد من العفاة وغيره
آل يلوح لمائه الظمانِ
أسد إذا ما سار في أجم القنا
لم يلف مفترسا سوى الفرسانِ
وإذا عصى باغٍ عليه رأيته
يمضي بلماع الفرند يمانِ
العفو شيمته وتحت عقابه
خيل تريك كواسر العتبانِ
يهب الجزيل لوفده متهللًا
يوم الندى ويهاب يوم طعانِ
ما روضة وشى الربيع ربوعها
ووشى بها عرف من الريحانِ
مطلولة الأرجاء يضحك زهرها
عن أبيض يقق وأحمر قانِ
كلا ولاسيل بمنعرج اللوى
زجل تغر به لهي القيعانِ
يوما بأعبق من ثرى إبن هبيرة
طيبا وأغدق منه صوب بنانِ
وأبيد يا تاج الملوك وأنت من
يضح السيوف مواضع التيجانِ
صني فلست أبيع شعرى بعدها
في سوته همج وسوف هوانِ
أضحوا وما للشعر وزن عندهم
إني وقد عرفوه بالأوزان
فاصلح بجود يديك شأني علني
أحظي لديك بما يغيظ الشاني
وانظر إليَّ بعين جودك نظرة
علي أرى شخص الغنى ويراني
واسمح فما للسيل مثل مواهب
تسدى ولا للسيف مثل لساني
ما لي وللشعراء لا يفرون ما
أفرى ولا يجرون في ميداني
فغيبهم سفها يعجز مصقعا
وهجيتهم يبغي لحاق هجانِ
0 تعليقات