لولا صدود أظهرت لبنى
لم يحك جسمي خصرها المضنى
لبيت فيها الشوق حين دعا
وسألت مغناها فما أغنى
نثرت عليه السحب أدمعها
وتنفست فيه الصبا وهنا
فلطال ما عانيت فيه هوى
فأجاب منقادا وما عنّى
أيام أصحب كل ساحبة
للحسن ذيلا والصبا ردنا
يا ريم سلعٍ هل يعود لنا
عود الوصال برامة لدنا
وأبيت أجني وردَ سالِفةٍ
ما خلته باللحظ أن يجني
يجلو عليَّ شمول ريقتِهِ
خنث الشمائل رائق المعنى
يرنو وما في طرفه سِنَةٌ
فتخال أنَّ جفونَهُ وَسنى
هز الصَّبا أعطافه مرحا
فكأنما هزَّ الصَّبا فصنا
بالحسن يعرف مثل ما عرفت
كفا بهاء الدين بالحسنى
ثق بالعطاء الجم منه ولا
تك في نداه مرجما ظنا
زرناه من ضيقٍ فأَوسعنا
كرما فيا لله إذ عُجنا
تثني حقائبنا على مَلك
بالعذل عن جدواه لا يثنى
متواضع مع نبل سؤددِهِ
لولا وجود نواله ضعنا
مسدي العوارف ليس يتبعها
مطلا يكدِّرها ولا منَّا
اليسر في يسراه مدخر
لعفاته واليُمن في اليمنى
أهنا غطاء ما يجود به
والعذر بعد عطائِه أهنا
كم صائل أفنى وكم حسن
أسنى وكم من عائلٍ أقنى
الغافر الهفوات مقتدرا
والعاقر البدرات لا البُدنا
يعطي فيجزل حين تسأله
ويعود مبتدِئا وما عدنا
يعني بجود سائر مثلا
في الناس ينسي ذكره معنا
شِمنا بوارقَ بِشرِه فهمي
وحيا البوارقِ دون ما شُمنا
في كفه قلم يكف به
عنا مخوف الخطب إن عنّا
قلم أعز من الرماح به
فل الصفاح وحطم اللّدنا
حر تصير حرنا يده
بنوالها عبدا له قُنّا
من معسر نال العفاة بهم
أقصى المنى واستوطنوا الأمنا
شاد الرفيل لهم بناء على
تسمو فزاد شوامخا تُبنى
جاروا على أموالهم وجروا
في فخرهم صرحاء لا هجنا
أعطوا فلا منا ولا بخلا
وسطوا فلا خورا ولا جبنا
إيها أبا الفضل الذي فضلت
يده بأدنى سحها المزنا
يا فارعا قلل العلاء فما
جاراه إلا قارعا سِنَّا
إن حاز مكرمة أخو كرم
فلك اقتفي وبجودك أستنَّا
يا ثيّب المعروف دونكها
بِكرا تريك الحسن مفتنّا
معقولة بنداكَ شاردةً
سهلُ عليها قطعها الحَزنا
كالروضة الغناء غب ندى
يطري ويطرب من بها غنى
لله ما أسنى نداك فعش
أبدا ومن عاداك لا أسنى
وتمل صومك وابق في نعم
عمر الليالي عامر المغني
0 تعليقات