أقول للغيث لما سال واديه
تحدثي عن جفوني يا غواديهِ
بيني وبينك سرٌ توصفين به
لولا الحبيب لما نمّت دواعيِهِ
أعرت مُزنَكَ أجفانًا بكيت له
فمن أعارك ضوء البرق من فيه
أما وزورته والشهب ناعسة
والليل قد رقَّ أو كادت حواشيهِ
لقد وهي عزم صبري يوم ودَّعني
أحوى ضعيف نطاق الخصر واهيهِ
أُهوِّن الأمر أحيانا فاعتبه
واستغيثُ فاخشى نخوة التيهِ
جنيت من خده ورد الحياء على
عمد وقد كان يحميه تجنيه
عصيت في حبه من بات يعذلني
وما أطعت الهوى إلا لأِعصيهِ
ورب روضٍ بريق الدن مغتبن
لولا ثناياك لم تعرف قاحيه
باكرته وعيون الزهر ساهيةً
وللصبا نشطات في نواحيهِ
أقول يا لائمي فيمن كلفت به
اقامة الغصن أبطى أم تثنيهِ
وذا الرلي عهاد المزن تبعثه
للروض أم يد عون الدين توليهِ
لا تطلب النصر إلا من كتائبه
ولا المعالي إلا من معانيه
لله أي وفاء في طويته
وأي حزم وعزم كامن فيه
عضب الصرائم لم تكهم صوارمه
يوم اللقاء ولم تسلم أعاديه
قيل إذا قال عاف عن مواهبه
قامت بحجة ما يولي دعاويهِ
تداركت كفه الإحسان وهو لقى
فأوجدته ولجت في تلاقيهِ
يسالم القدر الجاري مسالمه
طوعا له ويعادي من يعاديهِ
بلغت من زمني ما أرتجيه به
فليس ينشر ما أصبحت أطويه
يشب نار القرى والقور مظلمة
والعام بالجدب قد شابت نواصيهِ
خرق مرت يده خلف الرجاء لنا
فلا محالة أن يمترا راجيهِ
مقسم الرأي في ملكِ يدبره
وعارض رجل الأرجاء يزجيه
لوسار سَاريه فيه لما سمعت
أذناه من قاب قوس من يناديه
يلقي على الليل ليلا من عجاجته
ويقذف الشهب شهب من عواليهِ
يقوده كل مسبوح الذراع جرى
إلى الزمان فأعيا من يجاريه
يعدو به لاحق إلا طلبن مشترف
ما خالف الطير إلا في خوافيه
يعود لا يرى يوما له كفل
في غارة فهو يوم الروع هاديهِ
يغديك يا ذاكر المعروف كل فتى
ينسى العطاء على عمد وينسيه
مهون العرض ما أبيضت عوارفه
للطالبين ولا أسيدت أثافيه
به من البخل داء لا دواء له
إلا الهجاء وعندي ما يداويهِ
وما دعيت بيحيى إذ دعيت به
إلا لميت رجاء أنت محييه
والله لا ذل لاجٍ أنت ناصره
يوما ولا ضل راجٍ أنت هاديهِ
0 تعليقات