اذكريني كلَّما الفجر بدا
ناشرًا في الأفق أعلام الضياءْ
يبعث الأطيار في أوْكارها
فتحيِّيه بترديد الغناءْ
قد سهرتُ الليلَ وحدي
بين آلامي وسُهْدي
وانجلى الصبح وهلاَّ
وانطوى الليل وولَّى
فتذكّرتُ الذي كان وراحا
حين أفنيناه أُنسًا ومِراحا
وجرى دمعيَ من فرْطِ حنيني
فارحمي قلبي وحنِّي واذكريني
أذكريني كلما الطيرُ شدا
مرسلًا في الدوحِ ألحان الصفاءْ
يُنصت الزهرُ إلى أنغامه
فيحيِّيه ببشْرٍ وانحناءْ
قد ظللتُ اليوم أبكي
من أذى دهري ومنكِ
وشدا الطيرُ وغنَّى
وتناجى وتهنّى
فتذكّرتُ الذي طاف بسمعي
إذ مزجت الكأس في كفِّي بدمعي
وهفا قلبيَ من طولِ أنيني
فارحمي دمعي وغنِّي واذكريني
اذكريني كلّما الليلُ سجَا
باعثًا في النفس ذكرى الأوفياء
يعرض الماضي ويجْلو صفحةً
أشرق الإخلاصُ فيها والولاءْ
قد سقيت الحبَّ وُدِّي
ورعيتُ العمرَ عهْدي
وبدا لي ما ألاقي
من تباريحِ الفراقِ
فتذكرت ليالينا المواضي
بين شكوى وَتَجنٍّ وتراضِ
واشتكتْ روحيَ من نار شجوني
فصِليني بالتَّمَنِّي واذكريني
0 تعليقات