آرام جلق ريقهن شفاء لـ سليمان الصولة

آرَامُ جِلِّقَ رِيقُهُنَّ شِفَاءُ
فَإِذَا تَعَذَّرَ لَا يُفِيدُ دَوَاءُ

هُنَّ الرُّقَادُ لِمَنْ سَلَيْنَ رُقَادَهُ
وَسُهَادَهُ وَرُبُوعُهُنَّ خَلَاءُ

لَا شَتَّتَ الرَّحْمَنُ شَمْلَ كَرَائِمٍ
شَمْسُ الضُّحَى حَلَكٌ وَهُنَّ ضِيَاءُ

بِوُجُوهِهِنَّ صَبَاحَةٌ وَأَكُفِّهِنَّ
سَمَاحَةٌ وَنُفُوسِهِنَّ إِبَاءُ

لَوْلَا وُرُودُ رُضَابِهِنَّ عَلَى الطِّلَا
مَا طَابَ مِنْهَا الْمَشْرَبُ الْوَضَّاءُ

سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْجَمَالَ حَدِيقَةً
هُنَّ الْوُرُودُ لَهَا وَهُنَّ الْمَاءُ

وَبَرَا الرَّبَابَ مِنَ الشَّآمِ كَوَاكِبًا
وَكَوَاعِبًا أَسْمَاهُمَا أَسْمَاءُ

هَيْفَاءُ تَحْمِلُ عَوْذَةً مِنْ سَاحِرٍ
وَعُيُونُهَا السَّحَّارَةُ الْبَتَّاءُ

كَادَتْ بِزَوْرَتِهَا الَّتِي وَعَدَتْ بِهَا
مَنْ قَالَ مَا لِلْغَانِيَاتِ وَفَاءُ

وَجَلَتْ مُحَيَّاهَا عَلَى حَلَكِ الدُّجَى
فَتَوَرَّدَتْ مِنْ نُورِهِ الظَّلْمَاءُ

لَمَّا رَأَتْ شَغَفِي بِمَا فِي ثَغْرِهَا
شَغَفَ الْعِطَاشِ غَدَاةَ عَزَّ الْمَاءُ

بَاتَتْ تُعَاطِينِي الرَّحِيقَ مُفَوَّفًا
وَعَقِيقُ فِيهَا لِلرَّحِيقِ إِنَاءُ

وَتَنُوبُ عَنْ أَيْكِ الرِّيَاضِ بِرِيمَةٍ
مِنْهَا تَئِنُّ بِحَجْلِهَا وَرْقَاءُ

مَا زَالَ شَهْدُ الرِّيقِ يُضْرِمُ لَاعِجِي
وَيَزِيدُنِي حَرْقًا وَفِيهِ شِفَاءُ

حَتَّى خَضَعْتُ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ الْهَوَى
نَارٌ يَزِيدُ أَجِيجَهَا الصَّهْبَاءُ

نَادَيْتُهَا وَهِلَالُ عَاتِقِهَا يَدِي
وَشُعَاعُ خَدَّيْهَا عَلَيَّ قِبَاءُ

أَعَلَى النُّجُومِ الزَّاهِيَاتِ خِيَامُنَا
أَمْ أَشْرَقَتْ مِنْ نُورِكَ الْحَصْبَاءُ

مَا نَحْنُ إِلَّا فِي السَّمَاءِ وَعِنْدَنَا
مِنْ عَيْنِهَا الْحُورِيَّةُ السَّمْحَاءُ

فَسَمِعْتُ أَخْجَلَ مَا سَمِعْتُ نِدَاءَهَا
أَبِمِثْلِ هَذَا يَنْطِقُ الشُّعَرَاءُ

مَا الْفَرْقُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَمَجْلِسٍ
تَحْوَاكَ فِيهِ حَدِيقَةٌ خَضْرَاءُ

هَذِي الْبُدُورُ سُقَاتُنَا وَنُجُومُنَا
كَاسَاتُنَا وَشُمُوسُنَا الصَّهْبَاءُ

لَا تَحْسَبَنَّ الْحُورَ أَحْسَنَ مَنْظَرًا
مِنْ نِسْوَةٍ بِخُدُودِهِنَّ حَيَاءُ

فَعَلِمْتُ أَنَّ الْأَرْضَ أَشْبَهُ بِالسَّمَا
مَا لَمْ يَشُبْ عَيْشَ الْمُحِبِّ عَنَاءُ

وَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهْوَ ظِلٌّ زَائِلٌ
لَمَّا مَحَتْهُ بِبَيْنِهَا أَسْمَاءُ

مَا كَانَ أَمْلَحَ لَيْلَتِي وَأَلَذَّهَا
وَنَدِيمَتِي الْفَيْنَانَةُ الْعَيْنَاءُ

إرسال تعليق

0 تعليقات