سَل حَيَّ تَغلِبَ عَن بكرٍ وَوَقعَتِهِم
بِالحِنوِ إِذ خَسِروا جَهرًا وَما رَشِدوا
فَأَقبَلوا بِجَناحَيهِم يَلُفُّهُما
مِنّا جَناحانِ عِندَ الصبح فَاِطَّرَدوا
فَأَصبَحوا ثمَّ صَفوًا دونَ بيضِهِم
وَأَبرَقوا ساعَةً مِن بَعدِ ما رَعَدوا
وَأَيقَنوا أَنَّ شَيبانًا وَإِخوَتَهُم
قَيسًا وَذُهلًا وَتَيمَ اللاتِ قَد رَصَدوا
وَيَشكُرٌ وَبَنو عِجلٍ وَإِخوَتُهُم
بَنو حَنيفَةَ لا يُحصى لَهُم عَدَدُ
ثُمَّ اِلتَقَينا وَنارُ الحَربِ ساطِعَةٌ
وَسَمهَرِيُّ العَوالي بَينَنا قِصَدُ
طَورًا نُديرُ رَحانا ثُمَّ نَطحَنُهُم
طَحنًا وَطَورًا نُلاقيهِم فَنَجتَلِدُ
حَتّى إِذا الشَمسُ دارَت أَجفَلوا هَرَبًا
عَنّا وَخَلّوا عَنِ الأَموالِ وَاِنجَرَدوا
قَد قَرَّت العَينُ مِن عِمرانَ إِذ قُتِلَت
وَمِن عَدِيٍّ مَعَ القَمقامِ إِذ جَهِدوا
وَمِن زِيادٍ وَمِن غُنمٍ وَإِخوَتِها
وَمِن حَبيبٍ أَصابوا الذُلَّ فَاِنفَرَدوا
وَمِن بَني الأَوسِ إِذ شُلَّت قَبيلَتُهُم
لا يَنفَقونَ وَلا ضَرّوا وَلا حُمِدوا
فَرّوا إِلى النِمرِ مِنّا وَهوَ عَمُّهُم
فَما وَفي النِمرُ إِذ طاروا وَهُم مُرُدُ
نَحنُ الفَوارِس نَغشى الناسَ كُلَّهُم
وَنَقتُلُ الناسَ حَتّى يوحِشَ البَلَدُ
لَقَد أَصبَحناهُم بِالبيضِ صافِيَةً
عِندَ اللِقاءِ وَحَرُّ المَوتِ يَتَّقِدُ
وَقَد فَقَدنا أُناسًا مِن أَماثِلِنا
وَمِثلَهُم فَكَذاكَ القَومُ قَد فَقَدوا
وَالخَيلُ تَعلَمُ أَنّي مِن فَوارِسِها
يَومَ الطِعانِ وَقَلبُ الناسِ يَرتَعِدُ
وَقَد حَلَفتُ يَمينًا لا أُصالِحُهُم
ما دامَ مِنّا وَمِنهُم في المَلا أَحَدُ
0 تعليقات