لا يأمن الدهر إلا الخائن البطر لـ أبي العتاهية

لا يَأمَنُ الدَهرُ إِلّا الخائِنُ البَطِرُ
مَن لَيسَ يَعقِلُ ما يَأتي وَما يَذَرُ

ما يَجهَلُ الرُشدُ مَن خافَ الإِلَهَ وَمَن
أَمسى وَهِمَّتُهُ في دينِهِ الفِكَرُ

فيما مَضى فِكرَةٌ فيها لِصاحِبِها
إِن كانَ ذا بَصَرٍ بِالرَأيِ مُعتَبَرُ

أَينَ القُرونُ وَأَينَ المُبتَنونَ لَنا
هَذي المَدائِنَ فيها الماءَ وَالشَجَرُ

وَأَينَ كِسرى أَنوشِروانُ مالَ بِهِ
صَرفُ الزَمانِ وَأَفنى مُلكَهُ الغِيَرُ

بَل أَينَ أَهلُ التُقى بَعدَ النَبِيِّ وَمَن
جاءَت بِفَضلِهِمُ الآياتُ وَالسُوَرُ

أُعدُد أَبا بَكرٍ الصِدّيقَ أَوَّلَهُم
وَنادِ مِن بَعدِهِ في الفَضلِ يا عُمَرُ

وَعُدَّ مِن بَعدِ عُثمانٍ أَبا حَسَنٍ
فَإِنَّ فَضلَهُما يُروى وَيُدَّكَرُ

لَم يَبقَ أَهلُ التُقى فيها لِبِرِّهِمُ
وَلا الجَبابِرَةُ الأَملاكُ ما عَمَروا

فَاِعمِل لِنَفسِكَ وَاِحذَر أَن تُوَرِّطَها
في هُوَّةٍ ما لَها وِردٌ وَلا صَدَرُ

ما يَحذَرُ اللَهَ إِلّا الراشِدونَ وَقَد
يُنجي الرَشيدَ مِنَ المَحذورَةِ الحَذَرُ

وَالصَبرُ يُعقِبُ رِضوانًا وَمَغفِرَةً
مَعَ النَجاحِ وَخَيرُ الصُحبَةِ الصُبرُ

الناسُ في هَذِهِ الدُنيا عَلى سَفَرٍ
وَعَن قَريبٍ بِهِم ما يَنقَضي السَفَرُ

فَمِنهُمُ قانِعٌ راضٍ بِعيشَتِهِ
وَمِنهُمُ موسِرٌ وَالقَلبُ مُفتَقَرُ

ما يُشبِعُ النَفسَ إِن لَم تُمسِ قانِعَةً
شَيءٌ وَلَو كَثُرَت في مُلكِها البِدَرُ

وَالنَفسُ تَشبَعُ أَحيانًا فَيُرجِعُها
نَحوَ المَجاعَةِ حُبُّ العَيشِ وَالبَطَرُ

وَالمَرءُ ما عاشَ في الدُنيا لَهُ أَثَرٌ
فَما يَموتُ وَفي الدُنيا لَهُ أَثَرُ

إرسال تعليق

0 تعليقات