صوت صفير البلبل (تنسب لـ الأصمعي)

صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ
هَيَّجَ قَلبِي الثمِلِ

الماءُ وَالزَهرُ مَعًا
مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ

وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِي وَمَولى لِي

فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي

قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ
مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ

فَقالَ لا لا لا لا لا
وَقَد غَدا مُهَرولِ

وَالخُودُ مالَت طَرَبًا
مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ

فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت
وَلي وَلي يا وَيلَ لِي

فَقُلتُ لا تُوَلوِلي
وَبَيّني اللُؤلُؤَ لِي

قالَت لَهُ حينَ كَذا
اِنهَض وَجد بِالنقَلِ

وَفِتيةٍ سَقَونَنِي
قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي

شَمَمتُها بِأَنَفي
أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ

فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي
بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي

وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي
وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي

طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب
طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي

وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي
وَالرَقصُ قَد طابَ إلِي

شَوى شَوى وَشاهشُ
عَلى ورق سَفَرْجَلِ

وَغَرَّدَ القِمري يَصيح
مَلَلٍ في مَللي

وَلو تَراني راكبًا
عَلى حِمارِ أَهزَلِ

يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ
كَمَشيَةِ العَرَنجلِ

وَالناسِ تَرجم جَمَلِي
فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ

وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع
خَلفي وَمِن حُوَيلَلي

لَكِن مَشَيتُ هارِبًا
مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي

إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ
مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ

يَأْمُرُ لِي بِخَلْعَةٍ
حَمراء كَالدَم دَمَ لي

أَجُرُّ فيها ماشِيًا
مُبَغدِدًا لِلذِيِّلِ

أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي
مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ

نَظِمتُ قِطعًا زُخرِفَت
يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي

أَقولُ فَي مَطلَعِها
صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ


يشكُّ النُقّاد في صحة نسب هذه القصيدة إلي الأصمعي لما فيها من أخطاء لغوية، وضياع الوزن.
كما روى أهل التاريخ أنّ الأصمعي اتصل بالخليفة هارون الرشيد وكان من ندمائه، ولم يرد أبدا أنه كان من جلساء المنصور، ولو وقع ذلك حقا لذكره المؤرخون. فقد ولد الأصمعي سنة 121هـ، وتولى المنصور الخلافة من سنة 136هـ حتى 158هـ فيكون الأصمعي أدرك عهده في أول شبابه، ومن قرأ سيرته سيعلم أنه في هذا الوقت كان يحصّل العلم ويجمع الأخبار ويلتقي الأعراب ولم يتصل بعدُ بأحد من الأمراء والخلفاء.
ذُكر أيضًا أن القصيدة ركيكة. ولم يَروِها أحدٌ إلا في كتاب إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس لمؤلفه محمد بن دياب الإتليدي وهو قاصّ مجهول وليس له إلا هذا الكتاب.

إرسال تعليق

0 تعليقات