حب في الصحراء لـ وجيه البارودي

في رحلة عبر السنين طويلة
محفوفة بمتاعب ومخاطر

أقدمت لم أحفل بإخفاق وإمـ
لاق ولم أعبأ بظرف قاهر

لي رائد في العيش يحكمني له
في موقف الترحاب لهجة آمر

يملي ارادته علي كأنه
ملك ترعرع في الزمان الغابر

متذوق، متفوق في فنه
متعنت، متحكم بمصائري

لاأستطيع تلكؤًا، لو قال طر
لقفزت كالصاروخ لا كالطائر

أشقى لأرضيه فلا يرضى ومن
لحمي شويت له وشحمة ناظري

أسعى فيلهبني بسوط عذابه
لأجد في طلب الجمال النادر

طفت المدينة باحثًا ومضيت في
الأرياف بين قرى وبين دساكر

حتى خيام البدو ما أغفلتها
فبحثت بين شتاتها المتناثر

فوجدت في قيعانها مالا يرى
العشاق بين عواصم وحواضر

نطق يفيض حلاوة وطلاوة
ودم خفيف فوق سحر الساحر

وطلاقة في العيش لا أحلى ولا
أشهى الى قلب المحب الزائر

ورد بغير رعاية في مهمه
لا كالئ إلا عناية قادر

أزكى شذًا وتألقًا من كل ما
في الروض من ألوان ورد ناضر

أعملت عيني فترة وجرؤت
فامتدت يداي لباطن ولظاهر

نقلت الي أناملي وتحدثت
ما ليس ينقله خيال الشاعر

لغة مصورة ملونة جرت
فيها الحياة سخية لمغامر

كم ذا سكرت بريقهن فلم أفق
من سكرتي إلا لسكر آخر

ولكم جمحت ولم يكن بد من
ألا يغال في تجميش فج نافر

فسألت عفوًا واعتذرت فقلن لي
فيم اعتذرت؟ فما الجموح بضائر

فكأنما رجع الزمان القهقري
وأتى جميل في أهاب معاصر

وكأنما هند وبثنة راحتا
تستمتعان بشاعر من عامر

تستنفران هواه في لعب وفي
قُبل فيغدو كالجحيم الزافرِ

حتى اذا انطلق الهوى شعرا له
في صفحة التاريخ طيب مآثر

ألفيت قارئه ودارس شعره
يختال’ بين لآليء وجواهر

واحتار هند خلدت عمرًا أم
العملاق خلد كنز عصر زاهر

وبثينة’ خلقت جميلا أم جميل
صاغها صوغ الصناع الماهر

ياأيها الحيران في أمر الهوى
هيا أستمع لتجاربي ونوادري

أنا سيد العشاق من قبل الشباب
ومن نعومة أنملي وأظافري

عمر بلا هند تفجر حبه
ما كان غير مزارع أو تاجر

وجميل لولا سحر بثنة أبكم
وكسائر العربان خلف أباعر

الحسن سر الفن خلاق الهوى
لولاه ما خطر الخيال بخاطر

لولاه لاحب ولاشعر ولا
نغم يمت لفكرة بأواصر

إرسال تعليق

0 تعليقات