أَيا بصري خالِف عيون الفَراقِدِ
فَذو السهد وَجدًا لا يَكُن إِلف راقِدِ
وَيا قَلبِ لا تَقبل شَهادَة لائِمي
فَما قلت يَومًا في هَوايَ بِشاهِدِ
وَيا أَيّها الأَحباب سَقيًا لِعَهدِكم
بِعَهدٍ قَريب العَهدِ غَير مُباعدِ
وَحَيّا الحيا حيًّا لنا وَمعاهدًا
وَلا زالَ ذاك الحيّ حيّ المعاهدِ
بدين الهَوى هَل تَذكُرونَ لَياليًا
لَنا سلَفَت لَم نَخشَ سَعي الحَواسدِ
وَداعي الرضى نادى بِحيَّ عَلى اللّقا
وَأَوجهُكُم كانَت ضياء المَشاهدِ
لَقَد ضعُفَت بالبين حالي فَما لَكُم
قَطَعتُم صِلاتي منكم وَعوائِدي
أَبيت أراعي الأفقَ أحسبُ أَنَّكُم
كَواكِبُهُ لَو كُنَّ غيرَ جَوامدِ
فَقدتكُمُ وَالوَجدُ أَصبح لازمي
فَيا عجبًا مِن واجد غَير واجِدِ
وَأَطلقتمُ بِالبين أَلسُنَ عذّلي
وَما عاذلي في حبّكُم غير حاسدي
أَعاذِلتي هَل تَقبلين بِرأفة
معاذِرَ صبّ في زَمان معاندِ
أَبثُّكِ أَنّي بالتَجلّد وَالبُكى
وَبالبثّ مَع فقد الكرى في شَدائِدِ
فَإِن تَرحمي شَكوايَ والحالُ بيّن
أَعيني وَكوني لي يميني وَساعدي
وَلي في اِنتظارِ اليسرِ مِن بعد عُسرَةٍ
مِنَ اللَه وَعد وَهوَ أَصدق واعِدِ
وَإِن جَلَّ خَطبٌ قلت ذا جَللٌ إِذا
تذكّرت فعل الحبّ مع غير واحِدِ
فَها أَنا قَلبي في التجلّد والأَسى
وَلَكِنّ طرفي في الأَسى وَالتَجالدِ
أحرّكُ حظًّا بِالنَوى في تسافل
أَسكّن نَفسًا بالبُكا في تَصاعدِ
مُجاهِدُ نَفسي لا أَرى متفضّلًا
سوى الأَشرف بن الأَفضل بن المجاهِدِ
مَليك نداه فَجَّرَ الصخرَ أَعيُنًا
كَما بأسُهُ قَد هَدَّ صَعبَ الجَلامدِ
أَضاف إِلى البشر المهابة وَالنَدى
لغيث هَمى مَع برقه وَالرَواعدِ
وَمدّ يَد الجَدوى لمثنٍ وَجاحِدٍ
فقصّر عَنهُ في النَدى كلّ جائِدِ
وَلا عَيب في إِحسانه غير أَنَّه
يسلسل أَعناق الوَرى بِالقَلائِدِ
تنظِّم أَفراد المَعاني صِفاته
وَجمع المَعالي نظم تِلكَ الفَرائِدِ
حَماسةُ قَيسٍ في سَماحة حاتِمٍ
وَحلمُ اِبن قَيس في شَجاعَة خالِدِ
وَيَرفَعُ للعليا قَواعِد بيته
وَمن شأنِ إِسماعيلَ رفعُ القَواعِدِ
لَهُ قَلَمٌ في مدَّة مِن مداده
غنى الدهر أَو قمعُ العَدوّ المكايدِ
يَفوحُ وَيُجنى يُطرِبُ الصحبَ يَطعَنُ ال
عدى فَهوَ عود في جَميع المَشاهد
لأسمره في القَلب أَثبَتُ راكِز
لأبيضه في الجفن أَحسن غامِدِ
لَقَد صدقتنا بالنوال وعودُه
وَعادَة إِسماعيل صدقُ المَواعدِ
وأسعدَ في أَبوابِهِ أَلف رائِدٍ
بِلَفظ كأَمثال اللآلي الفَرائِدِ
وَقَلَّ مُلوكُ الأَرض في العين بعدهُ
وَرأيُ الصُقور مَزدرٍ بِالهَداهِدِ
إِلَيكَ أَميرَ المُسلمين بعثتها
تَضَمَّنُ شُكري مِن طَريفٍ وَتالدِ
فَكَم مِن أَياد مِنكَ هُنَّ مَرافِقي
عَلى الدهر إِن يَسطو وَهنّ سَواعِدي
قصرت عَلى ممدودهنّ مَمادحي
وَطوّلت في عَليائهنّ مَحامدي
فَإِن أَجملَت أَو إِن أَخَلَّت قَصائِدي
فَكُن لي عَلى الحالين أَجمَل ناقِدِ
وَيا سَنَدي العالي الَّذي قَد رويت عَن
ثِقات عَطاياه صِحاحَ المَسانِدِ
وَحَدَّثتُ في يَوميه في البأس وَالنَدى
صَحيحَ حَديثٍ عَن عَطا وَمجاهدِ
وَزال الَّذي أَشكوهُ منذ اِمتَدحتهُ
فَكَم صِلَةٍ منه لدي وَعائِدِ
أحاشي نَوالًا منك يَطلب نوله
وَأَنتَ المَليك الفرد أَشرَف ماجِدِ
فَدم مَلِكًا للدّين خير ممهّد
بِحلم لِمولى أَو سُطًا لمعاندِ
بَقيت لِتَحصين العلا خَير شائِد
وَدمت لَتَحسين الحَلا خَير سائِدِ
0 تعليقات