أكذا تفارقنا بغير وداع لـ الهادى آدم

أكذا تفارقنا بغير وداع
يا قبلة الأبصار والأسماعِ

ماد الوجود وزلزلت أركانه
لما نعاك إلى العروبة ناعِ

ماذا عسى شعرى وخطبك آخذ
بالقلب أم ماذا يخط يراعى

يا صاحب الوجه النبيل وحامل
الخطب الجليل، وقمة الإبداع

يا من تخيرك الإله لأمة
محفوفة بالغدر والأطماع

كم أصبحت هدفًا لصولة
غاصب ومباءة لمذلة وضياعِ

مازلت تنهضها بكف معالج
ذى خبرة بمواطن الأوجاعِ

حتى نفخت الروح فى أوصالها
وأقمت واهى صرحها المتداعى

وأمطت أقنعة اللئام وزيفهم
حتى بدوا فينا بغير قناعِ

زنت السياسة إذا حملت لواءها
وجلوتها من ريبة وخداعِ

فغدوت مثل الأنبياء كرامةً
أو كالملائك فى سمو طباعِ

الشرق لم يَكُ للضريع بحاجة
لكنه فى حاجة لشجاعِ

يغرى المزاعم بالبيان إذا سعى
بالدس فى أرض العروبة ساعِ

وكذاك كنت شجاعة وأصالة
وبيان وضاح الأسرة واعِ

***
أكذا تفارقنا بغير وداعِ
يا منية الأبصار والأسماعِ

أكذا تفارقنا و"سينا" لم تزل
تجتاح بين ثعالب وسباعِ

وشواهق "الجولان" عند مكابر
متزايد الآمال والأطماعِ

"والقدس" فى أيدى اللئام "تشبثوا"
منها بأشرف تربة وبقاعِ

وبنو فلسطين الشهيدة أعين
تدمى القلوب بصرخة الملتاعِ

أزمعت عنا يا جمال مكرمًا
فينا ولكن لات حين زماعِ

***
يا ليلة من شهر يوليو أسقطت
عرش الممالك من أجل يفاعِ

كانت مع القدر الشريف بموعد
وافته بين الخَبِّ والإيضاعِ

والدرب حولك بالمخاطر حافل
لم تخش من شوك به وأفاعى

فإذا بمصر مع الشعوب طليقة
مزهوة الفلوات والأصقاعِ

وإذا بفلاح التراب مملك
فى كل شبر عنده وذراعِ

حررته من ذله وإساره
ونزعته من قبضة الإقطاعِ

وإذا مياه السد تغمر أرضه
فتحيلها وردية الإيناعِ

وإذا بروحك وهو عزم ثائر
يسرى بروح شبابه الأيفاعِ

وإذا فلسطين الحبيبة قلعة
للثأر بين جحافل وقلاعِ

وإذا بهذا الشرق بعد هموده
عرفات جبار ومهد صراعِ

قسمًا بوجهك لن نعيش وبيننا
متسلط بالدس والإيقاعِ

وبمنطق الجبروت نأخذ حقنا
قسرًا وليس بمنطق الإقناعِ

إنا كما علمتنا وأردتنا
لن نستكين لواقع الأوضاعِ

***
أكذا تفارقنا بغير وداعِ
يا زينة الأبصار والأسماعِ

غفرانك اللهم لست مصدقًا
ولدىَّ للشك المريب دواعى

لكنه الإنسان يؤثر ضعفه
حينًا ويجبن أن يصيخ لداعِ

أجمال إنك إن رحلت مفارقًا
ودعاك للعلياء أكرم داعِ

فلأنت من أرواحنا وقلوبنا
مهما استطال العهد قيد ذراعِ

كلمات قلبك سوف تبقى دائمًا
فى كل قلب مصدر الإشعاعِ

لا يسترد بغير قوة ساعدٍ
حق أضيع بقوة وصراعِ

يا فخر هذا الشرق يا ملاحَه
وزعيم نهضته بغير نزاعِ

يا من بكفك صغته وصنعته
أكرم بكف للشعوب صناعِ

نم فى جوار الله وانعم عنده
بكريم مصطحب وحسن متاعِ

خرجت لك الجنات تكرم وافدا
والأرض قد خرجت ليوم وداعِ

إرسال تعليق

0 تعليقات