يا مصر سقيا لك من جنة
قطوفها يائعة دانية
ترابها كالتبر في لطفه
وماؤها كالفضة الصافية
قد أخجل المسك نسيم لها
وزهرها قد أرخص الغالية
دقيقة أصناف أوصافها
ومالها في حسنها ثانية
منذ أنخت الركب في أرضها
أنسيت أصحابي وأحبابية
فيا حماها الله من روضة
بهجتها كافية شافية
فيها شفاء القلب أطيارها
بنغمة القانون كالدارية
من شاء أن يحيا سعيد أبها
منعما في عيشة راضية
فليدع العلم وأصحابه
وليجعل الجهل له غاشيه
والطب والمنطق في جانب
والنحو والتفسير في زوايه
وليترك الدرس وتدريسه
والمتن والشرح مع الحاشيه
الأم يا دهر وحتى متى
تشقي بأيامك أياميه
تحقيق الآمال مستعطفًا
وتوقع النقص بآماليه
وهكذا تفعل في كل ذي
فضيلة أو همة عالية
فإن تكن تحسبني منهم
فهي لعمري ظنة واهيه
دع عنك تعذيبي وإلا فأشكوك
إلى ذي الحضرة العالية
0 تعليقات