إذا انكَسَرَ القلبُ صاحَ: سَمَرْقَندْ
هِيَ الحَجَلُ....
ألا تستطيعُ البكاءَ غدًا؟
رُبَّما أستطيع
ولكنْ أينزلُ هذا الندى
كُلَّما
وَجَدَتني الطريقُ إلى الشام
أجمعُ هذا الصدى
مثلما
تجمع العاشقاتُ الدموع عن الليل
أجمع هذا الصدى،
رُبِّما
رُبِّما
كان صوتًا وأخفيتُهُ
فاختفى بردى
سَمَرْقَنْدُ خيمةُ روحي المُشَرَّدْ
وخمسُ جهاتٍ لدمعة أُمي
سمرقندُ خيطُ حرير
يُعَلِّقُ شاطئ وادٍ على فَرَس تحملُ المطرا
وصوتًا تدلَّى من الله
وانكسرا،
سمرقند نهرٌ تَجَعَّدْ
سَمَرْقَنْدُ خيمةُ روحي المشرَّدْ
أتصعد هذا النداءَ
على الدرج الحجريِّ الطويل
لتبكي الوراءَ؟
لأسرق قلبي المعلَّقَ فوق النخيل
لأسرق أسماءَ أُمي
وأذكرَ بغدادَ قبل الرحيل
على أيِّ جسر رَمَتْكَ الأغاني
قتيلًا لِتُشْعِلَ هذا المساءَ؟
على صدر أُمِّي سقطتُ
وأخفيتُ دجلة في نخلة لا تبوح بسرّي
وأيُّ قتيل
أعاد إليك البكاءَ؟
لقد هاجروا كُلُّهم
كلهم هاجروا يا صديقيَ منِّي إليّْ
فهل من دليل
يسير بنا خطوةً
أو يعود بنا خطوةً ما لها أوَّلُ؟
إذا انكَسَرَ القلبُ صاحَ : سمرقندْ
هِيَ الحَجَلُ....
سمرقندُ خمسون سَيِّدةً يَنْتَحِبْنَ على عَتَبَهْ
ويَرْسُمْنَ لِلَّيلِ شكلًا يُرى
قَنَاطِرَ من كلمات القرى
وقد هاجرت
حجرًا
حجرًا
تضيء قناديلَ فِضَّتها المتعبَهْ....
ألا تشربُ الدمع وحدك
وحدك؟
أين رُخام ابنِ عَبَّاس؟
في الذكريات
وأين مدى القلب بعد أذان الغروب
وأين القبابُ ’ وأين الأزقةُ ’ والباب؟
في المتحف الوطنيِّ
وأين سَمَرْقَنْدُ؟
تحت سَمَرَقَنْد....
دعني أعانقْ أبي في السراب
فكُلُّ سرابٍ
أبي
وكل غيابٍ
أبي
سمرقند ما يترك الوردُ للريح
ما يتركٌ البلبلُ
على قَمَرٍ عابر في القصيدةْ
سمرقند ما تتركُ القُبَلُ
على شهوةٍ تَذْبُلُ …
سمرقند سُجَّادَةٌ للصلاة البعيدةْ
سمرقند مئذنةٌ للندى
وبوصلةٌ للصدى
سمرقند وَصْفٌ سريع لما يتساقط من حُبِّنا
عندما نرحلُ
إذا انكسر القلب صاح : سمرقندْ
هي الحجلُ …
أتذكر كيف دخلت المدينة؟
كَسَّرْتُ أضلاعَ صدري الأخيرةَ
قنطرةً
قنطرةْ
وحين انحنيتُ لأشْهَدَ صُورةَ قلبي
رأيتُ سمرقند في قُبَّرةْ
وكيف ستخرج؟
أنسى دمي
في حجارتها المُقْمِرَةْ
إذا انكسر القلب صاح : سمرقندْ
هي الحجلُ
على رِسْلِهِ، ينكُثُ الوعدُ بالوعدْ
وتبقى من المرأة القُبَلُ
وداعًا سمرقندْ
يا امرأةً لا تُقيُم، ولا ترحلُ
وداعًا …
وداعًا سمرقند!
0 تعليقات