وَأَحنَفَ مُستَرخي العَلابِيَ طَوَّحَت
بِهِ الأَرضُ في بادٍ عَريضٍ وَحاضِرِ
بَغى في بَني سَهمِ بنِ مُرَّةَ ذَودَه
زَمانًا وَحَيًّا ساكِنًا بِالسَواجِرِ
وَعارِفَ أَصرامًا بِإيرٍ وَأَحجَبَت
لَهُ حاجَةٌ بِالجَزعِ خُناصِرِ
وَصادَفَ أَغلاثًا مِنَ الزادِ كُلَّهُ
نَقيفًا وَفَثًّا وَسطَ تِلكَ العَشائِرِ
فَأَبصَرَ ناري وَهيَ شَقراءُ أوقِدَت
بِلَيلٍ فَلاحَت لِلعُيونِ النَواظِرِ
فَما رَقَدَ الوَلَدانُ حَتّى رَأَيتُهُ
عَلى البَكرِ يَمريهِ بِساقٍ وَحافِرِ
كِلا عَقبَيه قَد تَشَعَّثَ رَأسُها
مِنَ الضَربِ في جَنبي ثِفالٍ مُباشِرِ
فَسَلَّمَ حَتّى أَسمَعَ الحَيَّ صَوتُهُ
بِصَوتٍ رَفيعٍ وَهوَ دونَ النَقائِرِ
فَقُلتُ لَهُ أَهلًا وَسَهلًا وَمَرحَبًا
بِهذا المُحَيّا مِن حَبيبٍ وَزائِرِ
فَقُمتُ رَسيلًا بِالَّذي جاءَ يَبتَغي
إِلَيهِ مَليحَ الوَجهِ لَيسَ بِباسِرِ
فَقالَ اِستَمِع مِنّي العَجيبَ عَذيمَةٌ
مِنَ الغَيثِ كانَت بَعدَ عَركِ السَوائِرِ
جَنوبَ رُخَيّاتٍ فَجَزعِ تُناضُبٍ
مَزاحِفُ جَرّارٍ مِنَ الغَيثِ باكِرِ
فَقُلتُ لَهُ ما كانَ حَيثُ تَقولُ لي
عِهادٌ فَهَل مِن حادِثٍ بَعدُ ناصِرِ
أَنِخ راشِدًا فِاِنزِل فَما دونَ ضَيفَنا
حِجابٌ سِوى حِصنِ النِساءِ الحَرائِرِ
0 تعليقات