إذا ما رمت من مهديك أهلا لـ عبد الله فكري

إذا ما رمت من مهديك أهلا
لقد أنفدت لؤلؤ كل بحر

أتت تختال في حِبَرٍ وحِبْر
على العشَّاق لا كِبَرٍ وكِبْر

منعَّمة الشبيبة لم يَرُعْها
مشيبٌ في العذار أقام عذري

سعت نحوي على سَحَر تريني
بدائع نظمها نفثات سِحر

إلى أن صيَّرَتْني في هواها
أسير القلب مبتهجًا بأسري

سرتْ لي من رُبَى بيروت تهدي
شذى لُبنان معلنةً بِسري

تخبِّرني وقد ألفَتْ خبيرًا
قريب العهد من خَبَرٍ وخُبْر

بأن ذوي هواي بها على ما
عهدت مبرة وكمال بِرِّ

ألا حيَّا رُبى بيروت عني
ولبنان الحيا منهلُّ قطر

بدَرٍّ يملأ الأرجاء دُرًّا
ويمزج تُرب أرضيها بتبر

وحيَّا مَن بها ربِّي وحيَّا
زمانًا مَر فيها غير مُر

وحيَّا حيَّ وافدةٍ أتتني
بريَّاها تضوع بنفح عطر

وسرَّت بالتحية من سريٍّ
حريٍّ بالوداد عَلِيِّ قدر

سليل كرامةٍ وربيب عزٍّ
ونسل صيانةٍ ورضيع طهر

وفرع نجابةٍ من عود مجد
أثيل الأصل من أثلات فخر

كميٍّ من سلالة أرسلان
ذُؤابة قومه الأسدِ الهِزَبرِ

فتًى خطب العلا وصبَا إليها
فكان لها صِباه خير مهر

ومن خطب الحسان فلا شفيع
لهن سوى الصبا مقبول أمر

تعلَّق قلبه من عهد مهدٍ
بكسب المجد مجتنبًا لخُسْر

وأولع بالمعالي والمعاني
ونظمِ الشعر لا لطِلَابِ وَفر

ولا لصَبابة في ورد خد
ولا لصُبابة من خمر ثغر

ولا مستبطئًا وعدًا لدعدٍ
ولا مستبطنًا أمرًا لعمرو

ولكن لاقتناص شرود معنًى
يَعِنُّ وحكمةٍ تبدو وسِر

وإن يلعب فما لعبٌ بعيبٍ
لعهد صِبًا وشرخ شباب عمر

ولكن تأنف الهمم العوالي
على رغم الصبا سَفْسَاف أمر

تحرِّم قرب أمر فيه إِمر
وتوجب هَجر كل مقال هُجر

إرسال تعليق

0 تعليقات